مازح رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، قائلًا: “أنا آسف ليس لدي طائرة لأعطيك إياها”، وذلك في إشارة إلى تقارير تفيد بعرض قطر تقديم طائرة بوينغ بقيمة 400 مليون دولار للرئيس الأمريكي.
ووفقاً لـ “القاهرة الإخبارية”، جاءت هذه المزحة بعدما صرّح ترامب بأنه سيقبل الطائرة إذا عرضتها جنوب إفريقيا على الولايات المتحدة.
وساد جو من التوتر الممزوج بالمزاح، في لقاء جمع الرئيس الأمريكي ونظيره الجنوب إفريقي في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، حيث طغت قضية “الطائرة القطرية” المزمع إهداؤها للولايات المتحدة، ومزاعم “استهداف المزارعين البيض” في جنوب إفريقيا.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلًا عن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أن الولايات المتحدة قبلت الهدية رسميًا، وطلبت من القوات الجوية تحديد طريقة لتطويرها بسرعة لاستخدامها كطائرة رئاسية جديدة.
وأثار خبراء قانونيون تساؤلات حول مدى توافق هذه الهدية مع القوانين التي تهدف إلى مكافحة الفساد والتأثير غير السليم من الحكومات الأجنبية.
وخلال اللقاء، أبدى ترامب انزعاجًا واضحًا من أحد المراسلين الذي سأله عن الطائرة القطرية، قاطعًا إياه بحدة: “عن ماذا تتحدث؟.. عليك أن تغادر من هنا.. ما علاقة هذا بالطائرة القطرية؟”.
ووصف ترامب منح قطر الطائرة بأنه “أمر عظيم”، ثم هاجم المراسل ومسؤولين في قناة “NBC News” الأمريكية.
وأطلق الرئيس الأمريكي سلسلة من الاتهامات للحكومة التي يقودها السود في جنوب إفريقيا، مدعيًا أنها تستولي على الأراضي من المزارعين البيض، وتنفذ سياسات معادية للبيض، وتنتهج سياسة خارجية معادية لأمريكا .
قال ترامب: “يُفرّ الناس من جنوب إفريقيا حفاظًا على سلامتهم.. تُصادر أراضيهم، وفي كثير من الحالات يُقتلون”.
وسعى الزعيم الجنوب إفريقي إلى استغلال الاجتماع لتصحيح مسار الأمور وإنقاذ علاقة بلاده بالولايات المتحدة، التي تشهد العلاقات الثنائية أدنى مستوياتها منذ أن فرضت جنوب إفريقيا نظام الفصل العنصري، الذي انتهى عام 1994.
قال رامافوزا تعليقًا على السلوك الذي اتهمه ترامب في حديثهما: “نحن نعارض ذلك تمامًا”.
وأضاف: “هذه ليست سياسة حكومية، وسياستنا الحكومية تتعارض تمامًا مع ما قاله”.
وفي رد على مزاعم ترامب بشأن “استهداف المزارعين البيض” في جنوب إفريقيا، التي وصفها ترامب بـ “الإبادة”، أكد رامافوزا أن حكومته تضم وزير زراعة أبيض من حزب معارض، تم تعيينه لمعالجة ملف الأراضي، في إشارة إلى شمولية الحكومة.
كما لفت إلى أن “الجريمة التي نُعاني منها في بلادنا تتطلب قدرًا كبيرًا من القدرات التكنولوجية”، داعيًا إلى تعاون البلدين في هذا المجال.
وأعرب رامافوزا عن رغبته في “إعادة ضبط العلاقات” بين البلدين، مشيرًا إلى “الكثير من الفرص الاقتصادية الواعدة” وتطلعه إلى “مستقبل من التعاون البنّاء”.
