أشادت مؤسسة “جلوبال إس دبليو إف” الدولية بجهود جهاز الاستثمار العُماني في تعزيز العلاقات الاستراتيجية لسلطنة عُمان من خلال التوسع في الاستثمارات الخارجية، وإنشاء صناديق استثمارية مشتركة، إلى جانب تنفيذ عمليات التخارج وإعادة استثمار العوائد في مشروعات وطنية.
وأشار التقرير إلى نجاح الجهاز في ترسيخ مفهوم الدبلوماسية الاقتصادية مع دول مختلفة خلال السنوات الخمس الماضية، من خلال بناء شبكة علاقات استراتيجية شملت الشرق الأوسط وآسيا وشمال أفريقيا وأوروبا وأمريكا. ومن أبرز إنجازاته توقيع اتفاقية مع الجزائر لتأسيس صندوق مشترك بقيمة 300 مليون دولار للاستثمار في قطاعات مثل التعدين والأمن الغذائي والصناعات الدوائية، إلى جانب التعاون مع صندوق “أوياك” التركي لإطلاق صندوق استثماري بقيمة 500 مليون دولار، فضلًا عن تأسيس صندوق مشترك مع أوزباكستان يعمل حاليًا على إنشاء جامعة بالتعاون مع جامعة ولاية أريزونا الأمريكية.
كما نوّه التقرير باستثمار الجهاز في شركة “فيتنام عُمان للاستثمار”، التي خصصت نحو 400 مليون دولار أمريكي لمشروعات الطاقة الشمسية، والبنية الأساسية، والرعاية الصحية، والتعليم، والأمن الغذائي.
ولفت التقرير إلى أن الجهاز لا يركّز فقط على إنشاء الصناديق المشتركة، بل يتجه أيضًا نحو الاستثمار المباشر في الشركات العالمية، بهدف توطين التقنيات الحديثة في سلطنة عُمان، وتحقيق عوائد يُعاد توجيهها نحو دعم المشروعات الوطنية. ومن أبرز تلك الاستثمارات مساهمته في شركة “xAI” التابعة لإيلون ماسك، والمتخصصة في الذكاء الاصطناعي، وشركة “تايدل فيجن” الأمريكية التي تطور حلولًا تقنية مبتكرة للتعامل مع تحديات التلوث والانبعاثات في مجالي الزراعة والمياه.
وفي إطار التوجه التكنولوجي، تعاون الجهاز مع شركة “جولدن جيت فنتشرز” السنغافورية لإنشاء صندوق بقيمة 100 مليون دولار، كما استثمر في شركات محلية مثل “بيانات”، تأكيدًا على حرصه على إبراز البُعد العُماني في شراكاته الاستثمارية.
وأوضح التقرير أن الجهاز نفذ عمليات تخارج استراتيجية من 19 أصلًا منذ منتصف عام 2022، محققًا عوائد تتجاوز 2.7 مليار ريال عُماني، الأمر الذي يعزز نشاط سوق مسقط للأوراق المالية.
محليًا، استعرض التقرير دور الجهاز في دعم الاقتصاد الوطني من خلال محفظة التنمية الوطنية، حيث ارتفع إجمالي الإنفاق الاستثماري إلى 1.9 مليار ريال عُماني، متجاوزًا المستهدف البالغ 1.7 مليار ريال، وتمثل هذه المحفظة نحو 60% من الأصول التي يديرها الجهاز، وتتماشى استثماراتها مع أهداف رؤية عُمان 2040.
وفي سياق دعم الاقتصاد الوطني، أنشأ الجهاز صندوق “عُمان المستقبل” برأس مال يبلغ ملياري ريال عُماني، يُخصص 90% منه للاستثمار في المشروعات المحلية ذات الجدوى الاقتصادية، و10% لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، بما يعادل نحو 519 مليون دولار، مع التركيز على قطاعات الطاقة الخضراء، والصناعة، والسياحة.
وحظي الصندوق بإقبال كبير خلال عامه الأول، حيث جذب استثمارات تفوق 2 مليار دولار، جاء نحو 70% منها من مستثمرين أجانب، توزعت على عشرة قطاعات رئيسية من ضمنها الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، والطاقة النظيفة، والاتصالات، وتقنية المعلومات. وهو ما يُبرز تميز جهاز الاستثمار العُماني مقارنة بنظرائه في المنطقة الذين يركزون غالبًا على النفط والعقارات.
واختتمت مؤسسة “جلوبال إس دبليو إف” تقريرها بالإشارة إلى الدور المزدوج الذي يضطلع به جهاز الاستثمار العُماني في بناء شراكات استراتيجية وتنمية الاقتصاد المحلي، عبر أدوات مثل إنشاء الصناديق المشتركة، وتوطين التقنيات الحديثة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، ما يجعله نموذجًا يُحتذى به في مسيرة التنويع الاقتصادي والتحول نحو التنمية المستدامة في دول الخليج.
يُذكر أن “جلوبال إس دبليو إف” تُعد من أبرز المؤسسات المتخصصة في متابعة أداء صناديق الثروة السيادية والبنوك المركزية والصناديق التقاعدية حول العالم.