نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس 8 مايو/أيار 2025، عن مصادر أمريكية وعربية، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يعتزم إعلان خطة شاملة لإنهاء الحرب في قطاع غزة خلال نهاية الأسبوع الجاري.
وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” المقربة من اليمين الإسرائيلي، أن ثلاثة مسؤولين أمريكيين وعرب أكدوا ارتفاع احتمالات إعلان ترامب عن “حل شامل وطويل الأمد” للوضع في غزة، يتضمن وقفاً للحرب الجارية.
وبحسب المسؤولين، فإن الخطة يجري إعدادها بمشاركة جزئية فقط من الجانب الإسرائيلي، ولا تُلبي بالضرورة جميع مطالبه، لكنها تتماشى بشكل كبير مع رؤية ترامب، وتتضمن إعادة إعمار القطاع وإدارته، بدور محوري للولايات المتحدة.
وتشمل الخطة، وفق المصادر ذاتها:
-
تقديم ضمانات لقيادة حركة حماس بشأن مشاركتها في الإدارة المدنية مستقبلاً، ومنحها حصانة من الاستهداف.
-
دعم أمريكي مكثف لاستئناف الإمدادات الإنسانية للاجئين في القطاع، عبر المراكز التي أقامها الجيش الإسرائيلي.
-
دمج عناصر الشرطة التابعة لحكومة حماس في جهاز أمني فلسطيني موحّد يتولى حفظ النظام.
-
انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من القطاع، بالتوازي مع تسليم حماس لسلاحها.
غير أن تنفيذ هذه الخطة يواجه عقبة رئيسية تتمثل في رفض حماس المستمر لفكرة نزع سلاحها، إذ أكدت الحركة مرارًا أن “خروج المقاومة أو نزع سلاحها أمر مرفوض”، وأصرت على أن أي ترتيبات لمستقبل غزة يجب أن تكون ضمن “توافق وطني”.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن عدة دول عربية، من بينها مصر والسلطة الفلسطينية، تمارس ضغوطاً على قيادة حماس للموافقة على الصفقة، في ظل مخاوف من عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة عقب زيارة ترامب المرتقبة لدول الخليج.
وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب تشعر بالقلق من احتمال تهميش دورها في القطاع، بل وحتى استبعادها من ترتيبات ما بعد الحرب، كما حدث مؤخراً في اتفاق وقف إطلاق النار بين واشنطن والحوثيين، والذي تم دون علم إسرائيل.
في السياق ذاته، أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية، الجمعة 9 مايو/أيار، بأن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتوقيع هدنة مع حركة حماس قبل زيارة ترامب المرتقبة للشرق الأوسط منتصف الشهر الجاري.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطّلع أن إدارة ترامب تمارس “ضغوطاً قوية” على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق مع حماس قبل الزيارة، مشدداً على أن الإدارة ترى في ذلك أهمية استراتيجية، وأبلغت تل أبيب بأنها ستكون بمفردها إذا لم تتجاوب.
كما كشف المصدر أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أخبر عائلات الأسرى في غزة، خلال لقائه بهم في واشنطن الاثنين الماضي، أن التصعيد العسكري قد يعرّض الرهائن للخطر، في تناقض واضح مع سياسة حكومة نتنياهو.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن تصريحات ويتكوف أثارت صدمة لدى عائلات الأسرى، الذين أبدوا قلقهم من تغير نبرة واشنطن، التي طالما اعتُبرت حليفاً مطلقاً لإسرائيل.
وبحسب التقرير، أعرب ويتكوف عن “إحباط متزايد” من موقف تل أبيب تجاه مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس، مشيراً إلى أن استمرار الحرب سيكلف إسرائيل ثمناً باهظاً.
وقال ويتكوف في تصريحات للقناة: “إسرائيل فاتها القطار، وواشنطن لن تنتظر على الرصيف، ونأمل أن تلتحق إسرائيل بالقطار التاريخي الذي غادر بالفعل”.
وفي تطور لافت، كشف الصحفي ياني كوزين من إذاعة جيش الاحتلال، الخميس، أن ترامب قرر قطع اتصالاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد تحذيرات من مستشاريه بأنه يتعرض للتلاعب.
وكتب كوزين عبر منصة “إكس” أن “محاطة ترامب أخبرته بأن نتنياهو يتلاعب به، وهو ما أثار غضب الرئيس السابق الذي لا يتحمّل أن يبدو ساذجاً أمام الآخرين”.
وأضاف: “قد يتغير الموقف لاحقاً، لكن حالياً لا توجد اتصالات مباشرة بين الجانبين”.
ووفق الصحيفة، فإن قرار ترامب قد يكون مرتبطاً بتعثر جهود التطبيع بين إسرائيل والسعودية، برعاية أمريكية. وذكرت أن ترامب غاضب من تباطؤ نتنياهو في اتخاذ قرارات حاسمة، مؤكداً أنه لم يعد مستعداً لانتظار إسرائيل.
يُذكر أن السعودية تربط أي اتفاق تطبيع محتمل بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة والدخول في مسار سياسي يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما أبدى ترامب غضبه من محاولات مقربين من نتنياهو دفع مستشار الأمن القومي الأمريكي المقال، مايك والز، لدعم تنفيذ هجوم عسكري على إيران، وهي تحركات أثارت حفيظة واشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو نفى هذه المزاعم، مدعياً أنه تحدث إلى والز مرة واحدة فقط، إلا أن ترامب لم يقتنع بذلك.