كشفت مصادر مطلعة أن الحكومة السورية سلّمت الولايات المتحدة رداً رسمياً على قائمة الشروط التي قدمتها واشنطن لبناء الثقة بين الجانبين ورفع العقوبات عن سوريا، وذلك عقب لقاء جرى في بروكسل الشهر الماضي بين المسؤولة الأمريكية ناتاشا فرانشيسكي ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وأوضح متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن تسلمت الرد السوري وتقوم حالياً بتقييمه، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. ولفت إلى أن الولايات المتحدة لا تعترف بأي كيان رسمي كـ”الحكومة السورية”، وأن أي تطبيع في المستقبل مرهون بخطوات ملموسة تتخذها السلطات المؤقتة في البلاد.
وبحسب ما نقلته “رويترز” عن مسؤولين مطلعين، فقد تضمن الرد السوري تعهداً بفتح مكتب اتصال في وزارة الخارجية لمتابعة قضية الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس، إلى جانب استعراض مفصل للإجراءات المتخذة بشأن الأسلحة الكيميائية، وتأكيد تعزيز التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
كما شملت الرسالة إشارات إلى تعليق إصدار الرتب العسكرية، وموافقة مبدئية على التنسيق في قضايا مكافحة الإرهاب، ولكن دون منح واشنطن إذناً صريحاً بتنفيذ ضربات جوية داخل سوريا، معتبرة أن الأمر بحاجة إلى “تفاهمات متبادلة”.
وأكدت دمشق في ردها أنها لن تتسامح مع أي تهديد للمصالح الأمريكية أو الغربية، وأنها مستعدة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. كما أشارت الرسالة إلى وجود تواصل مستمر مع ممثلين أمريكيين في عمّان بشأن مكافحة تنظيم داعش، مع رغبة في توسيع هذا التعاون.
ويُنتظر أن يُناقش الوزير الشيباني محتوى الرسالة مع مسؤولين أمريكيين خلال زيارته المرتقبة إلى نيويورك، فيما تأمل دمشق أن تفضي هذه الخطوات إلى رفع العقوبات وإعادة فتح السفارات.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان الإدارة السورية الجديدة، في يناير الماضي، عن تعيين فاروق الشرع رئيساً للبلاد في مرحلة انتقالية تمتد لخمس سنوات، عقب إنهاء فصائل سورية حكم حزب البعث في ديسمبر الماضي، وإنهاء سيطرة عائلة الأسد التي استمرت أكثر من نصف قرن.