أكمل المستشفى السُّلطاني، ممثلًا في قسم الطب النووي، برنامج تدقيق ضمان الجودة في ممارسات الطب النووي (QUANUM)، الذي أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) خلال الفترة من 4 إلى 8 مايو الجاري، ليصبح بذلك أول مركز طب نووي في سلطنة عُمان يخضع لهذا التقييم الدولي الشامل.
وحقق القسم نتيجة متميزة بلغت 92.5% في التقييم، متجاوزًا المتوسط العالمي البالغ 73.9%، ومتقدمًا على النطاق المعتاد الذي يتراوح بين 56.6% و87.9%.
وأوضحت الدكتورة خالصة بنت زهران النبهانية، استشارية أولى طب نووي ورئيسة قسم الطب النووي ومركز التصوير الجزيئي بالمستشفى السُّلطاني، أن تحقيق هذه النتيجة جاء نتيجة خطوات استراتيجية شملت تطبيق معايير الجودة التي توصي بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى جانب التحديث المستمر للبروتوكولات السريرية والفنية.
وأضافت أن القسم اعتمد بنية تقنية متطورة تضم أنظمة RIS/PACS وشبكة دعم داخلية، بالإضافة إلى أجهزة تصوير نووي حديثة، كما ابتكر القسم حلولًا في مجال الحماية الإشعاعية، أبرزها استخدام تدوير الرصاص لتصنيع دروع فعالة. وأكدت أن القسم أبدى مرونة كبيرة في تعديل الإجراءات التشغيلية (SOPs)، وأنشأ سجلات جودة خلال فترة التدقيق، إلى جانب التزامه بتدريب الكوادر الطبية والفنية وتعزيز ثقافة الجودة والتطوير المهني.
وأشارت إلى أن فريق التقييم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تلقى مجموعة من التوصيات من القسم، شملت تعزيز برامج الحماية الإشعاعية، وتحسين أنظمة مراقبة الجرعات الإشعاعية، وإجراء الفحوص الدورية للعاملين، ورفع جودة إجراءات التوثيق والفحص، فضلًا عن تحسين أنظمة التهوية في المختبرات.
وبيّنت الدكتورة النبهانية أن القسم بدأ فعليًّا تنفيذ خطة عمل متكاملة لتحقيق هذه التوصيات، تضمنت تحديث الأنظمة الفنية والإجرائية، وإنشاء برامج تدريبية متخصّصة، إلى جانب توفير الأجهزة والمعدات اللازمة، مما يعكس التزام القسم بثقافة التحسين المستمر والجودة الشاملة.
وفيما يتعلق بأثر هذا التقييم على جودة خدمات الطب النووي، أكدت النبهانية أن التقييم الخارجي سيسهم في تحسين سلامة المرضى، ودقة التشخيص والعلاج، وكفاءة التوثيق الطبي، كما سيدعم منهجية التحسين المستمر ويساهم في تطوير تجربة المريض بشكل عام.
وعدّت الدكتورة النبهانية هذا الإنجاز شهادة دولية بكفاءة القسم، تُعزز مكانته كمركز مرجعي إقليمي في الطب النووي، ويفتح المجال أمام توسيع الشراكات التدريبية والبحثية، والتعاون مع منظمات مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يرفع من سمعة سلطنة عُمان كمركز للتميّز في هذا المجال الحيوي.
وحول خطط تطوير القسم المستقبلية، أشارت إلى أن الجهود تنصب على توسيع الخدمات التخصصية، مثل التصوير المقطعي البوزيتروني لأمراض القلب والجهاز العصبي، والعلاج الموجه بالنظائر المشعة، إضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي من خلال برامج شراكة مع مؤسسات مرموقة.
كما تشمل الخطط المستقبلية تحديث أنظمة الرقابة البيئية في معامل الصيدلة الإشعاعية، وزيادة الطاقة الاستيعابية، مع التركيز على تطوير البرامج التدريبية وتأهيل الكوادر الوطنية لضمان جودة الأداء في هذا التخصص.
وأكدت النبهانية على مسؤولية القسم الريادية بصفته أول مركز في سلطنة عُمان يخضع لتقييم QUANUM، وأكبر أقسام الطب النووي في البلاد، مشددة على دوره المحوري في دعم هذا التخصص محليًا.
وختمت بالإشارة إلى أن القسم يعمل على نقل المعرفة وتدريب الكفاءات الوطنية، والمشاركة في صياغة السياسات الوطنية المتعلقة بالجودة والسلامة، إلى جانب ترسيخ ثقافة البحث العلمي والابتكار، وبناء شراكات فعالة على المستويين المحلي والإقليمي، بما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة في مجال الطب النووي.