من رحم الألم يولد الأمل، ومن قاع الفشل ينبت النجاح، ومن ظلمة الاضطهاد تشرق الحرية. هذه هي المراحل التي مرت بها حياة العراقية «نادية مراد»، وهذا وصف دقيق ومختصر لرحلتها من كونها مجرد إنسانة اغتصبت منها حياتها وسلبت حقوقها إلى فائزة بجائزة نوبل للسلام.
ولدت «نادية مراد باسي طه» عام 1993م في قرية كوجو في سنجار، لعائلة من الفلاحين الأيزيديين، تم تعيينها عام 2016 كسفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة.
وتغيرت حياة «نادية مراد» عندما كانت طالبة في عمر التاسعة عشر؛ حيث اجتاح تنظيم داعش بلدتها في آب/أغسطس 2014؛ ليتعرض جميع أبناء ديانتها من رجال ونساء للاضطهاد والقمع، كانت هي من بينهم، وتحولت النساء إلى ضحايا الرق الجنسي.
وكانت من ضمن من تعرضوا للقتل على يد داعش ستة من إخوان نادية، وإخوة لها غير أشقاء، وأمها، وقام التنظيم بأخذ النساء الشابات كجواري. وبلغ مجموع هؤلاء النسوة أكثر من 6700 امرأة أيزيدية كانت «نادية» من ضمنهنّ ليصبحن سجينات في قبضة الدولة الإسلامية في العراق.
وبدأت رحلة عذاب «نادية» عندما جعلها التنظيم في مدينة الموصل جارية له تتلقى على يده الملطخة بالدم صنوفًا من التعذيب والاضطهاد بدءًا بالضرب، وانتهاء بالحرق بواسطة السجائر، كما تعرضت للاغتصاب عندما حاولت الهرب، واستمر أسرها ستة أشهر.
واستطاعت «نادية» الهرب بمساعدة عائلة مسلمة كانت تقيم عندها، فهذه العائلة كانت قادرة على تهريبها بشكل غير قانوني من الأراضي التي كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية، وحصلت من خلالهم على هوية مكنتها من دخول مخيم للاجئين في دهوك، شمال العراق، ثم اتصلت بمنظمة تساعد الأيزيديين أتاحت لها الالتحاق بشقيقها في ألمانيا.
وبعد رحلة كفاح، وصدح بالحق، فازت الناشطة الأيزيدية العراقية «نادية» بجائزة نوبل للسلام لعام 2018، وذلك يوم الجمعة الموافق 5 أكتوبر، لجهودها في وقف العنف الجنسي كسلاح في الحرب.