تنطلق في وقت لاحق اليوم الجولة الثانية من المحادثات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية، بوساطة سلطنة عمان، وذلك في العاصمة الإيطالية روما، وسط أجواء من التفاؤل الإقليمي والدولي بتحقيق تقدم نحو اتفاق عادل ومُلزم ومستدام.
وتأتي الجولة الجديدة بعد أيام من استضافة سلطنة عُمان لقاءً وديًّا جمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بمبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حيث أشاد الجانبان بالأجواء الإيجابية التي ساعدت على تقريب وجهات النظر.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن سلطنة عمان تواصل دورها البنّاء في تيسير الحوار، مشيرة إلى أن العاصمة الإيطالية روما اختيرت لاستضافة الجولة الثانية لأسباب لوجستية. وأكد المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي أن إيران “تبدي حسن النية وتلتزم بالدبلوماسية، دون المساس بمصالحها”، معرباً عن أمله بأن تُفضي هذه الجولة إلى تقدم ملموس.
وفي السياق ذاته، شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن بلاده “ترحب بإبرام اتفاق مع واشنطن”، فيما أعرب وزيرا خارجية عمان وإيطاليا، خلال لقاء في روما، عن أهمية استمرار التنسيق ودعم نهج الحوار لحل التحديات الإقليمية وتحقيق الاستقرار.
من جهته، زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، طهران عقب انتهاء الجولة الأولى، حيث أكد دعم الوكالة لمسار المفاوضات، وأعرب عن استعدادها للعب دور “الجسر” بين الطرفين.
وعشية الجولة الثانية، زار الوزير عباس عراقجي العاصمة الروسية موسكو، حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الروسي سيرجي لافروف، للتشاور بشأن تطورات الحوار مع واشنطن.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران، ميرجواد میرکلوی بیات، أن استئناف المحادثات بين إيران والولايات المتحدة يشكّل “خطوة إيجابية نحو السلام والاستقرار الإقليمي”، لافتاً إلى أن “تحسّن سوق الأسهم الإيرانية واستعادة العملة الإيرانية نحو 20% من قيمتها” يُظهر حجم التفاؤل الشعبي والاقتصادي بنجاح المحادثات. وأشاد بالدور العُماني، واصفاً إياه بـ”الموثوق من جميع التيارات داخل إيران”، لدعمه بيئة هادئة تسهم في تيسير المفاوضات.