تقدم بيوت التعافي بمستشفى المسرة بولاية العامرات نموذجًا شاملاً لمواجهة آفة الإدمان، عبر الجمع بين العلاج الطبي الدقيق والتأهيل النفسي والاجتماعي، مما يسهم في إعادة المرضى إلى حياة طبيعية وتخفيف عبء الإدمان على المجتمع.
وأوضحت الدكتورة أميرة بنت عبدالمحسن الرعيدان، مشرفة قسم التوعية والتدريب بالمكتب التنفيذي للجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بوزارة الصحة، أن بيوت التعافي تقدم برنامجًا علاجيًّا متكاملًا مدته 21 يومًا حدًّا أدنى، يتضمن مرحلتين رئيسيتين.
وتشمل المرحلة الأولى التقييم الطبي وسحب السموم تحت إشراف فريق طبي متخصص، خلال فترة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام، يليها تقييم شامل للأمراض النفسية والعضوية المصاحبة. فيما ترتكز المرحلة الثانية على التأهيل النفسي والاجتماعي قصير المدى، عبر جلسات فردية وجماعية، وتحسين الحالة الغذائية، والعلاج الطبيعي، ودعم المريض لتخطي المشكلات الأسرية والوظيفية.
وأكدت الدكتورة أميرة أن تعزيز الجانب الروحي وممارسة الأنشطة الرياضية من ركائز رحلة التعافي، إضافة إلى إعداد برامج فردية لكل مريض لضمان استمرارية التأهيل.
وأشارت إلى أن مركز بيوت التعافي بالعامرات، الذي تأسس عام 2015 بسعة 40 سريرًا، يقدم برامج تأهيلية مكثفة يقودها فريق متعدد التخصصات، بهدف تغيير السلوكيات الإدمانية وتمكين المرضى من العودة إلى المجتمع بحياة مستقرة وآمنة.
وقالت إنه تمّ تدریب وتأھیل عدد من المتعافین وتعیينهم مرشدي تعافٍ لمساعدة المستفيدين الجدد من خدمات المركز، مما كان له الأثر الإيجابي في تخريج دفعات من المتعافين واندماجهم في المجتمع، مشيرةً إلى أنّ مراحل العلاج الطبي وخدمات التأهيل العلاجي السلوكي ستكون متوافرة في مركز مسقط للتعافي بالعامرات بدلًا من مستشفى المسرّة.
وحول فاعلية البرامج المقدمة ومدى نجاحها في إعادة تأهيل المدمنين الدكتورة أميرة بنت عبدالمحسن الرعيدان مشرفة قسم التوعية والتدريب في المكتب التنفيذي التابع للجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بوزارة الصحة بيّنت أنه يوجد ملف خاص لكل مريض يشتمل على مجموعة من المعايير وأدوات القياس المهمة في التقييم، إذ يتمّ قياس المؤشرات السريرية وعمل التقارير الإكلينيكية وتدوين سجل الملحوظات السلوكية الدورية المتعلقة بتحسّن حالة المريض في كل شهر.
وذكرت أنه يتمُّ تقييم معدل الانتكاسة وتقييم التغيُّرات في الحالة الصحية العامة مثل تقليل الأعراض النفسية والبدنية والتي على أساسها يتمُّ إعداد البرامج التأهيلية المناسبة لكل حالة على حدة بتحديد المهام والواجبات ومن ثم وضع الأنشطة المناسبة التي سيقوم بها المستفيد في المرحلة التالية من برنامجه العلاجي التأهيلي.
وأضافت أنه توجد عدّة أدوات قياس يستخدمها الفريق العلاجي منها استمارة التقييم الطبي لرصد الوضع الصحي للمريض واستمارة التقييم النفسي من قبل الأخصائية النفسية للتعرف على السمة الشخصية والسلوكية للمريض ووضع آليات التدخل السلوكي المعرفي.
وأشارت إلى أنه بالإضافة ذلك يتمُّ إعداد التقرير الطبي الدوري للمريض حيث يقوم الممرض المشرف على المريض بتسجيل المؤشرات الحيوية للمريض، وملاحظة الوضع الصحي العام وإخطار الفريق العلاجي، كما تقوم مختصّة العلاج الطبيعي بتقييم الوضع العام للمريض ومتابعة مشاركة المستفيد للبرامج الرياضية، والخطة الغذائية المصممة للمريض وتقديم التغذية الراجعة للفريق المعالج.