لكل قصة بطل، وفي رواية ليفربول خلال العصر الحديث، لا يوجد أفضل من المصري محمد صلاح، كي يكون “الرجل الأول” بدون أدنى شك.
صلاح (32 عاما) قرر الاستمرار مع ليفربول لفترة جديدة، بتجديد عقده لمدة موسمين، أمس الجمعة، بعد سلسلة طويلة من الشد والجذب في المفاوضات بين الطرفين.
ذكاء شديد
تعامل صلاح ووكيل أعماله الكولومبي رامي عباس، مع ملف التجديد باحترافية وحكمة شديدة، وذلك من خلال التصريحات المستمرة التي خرج بها النجم المصري طوال الأشهر الماضية.
ومن أشهر التصريحات التي خرج بها صلاح، هو التأكيد بأن الموسم الحالي هو الأخير له مع الليفر، وهو ما فجر غضب الجماهير الحمراء، التي شنت هجوما ناريا على الإدارة.
واستند صلاح في تصريحاته إلى أنه “لم يبخل بنقطة عرق طوال السنوات الماضية”، في الوقت الذي يقدم فيه مستويات استثنائية على مستوى الصناعة والتسجيل بمختلف مسابقات الموسم الحالي.
وبدلا من الضغط على الإدارة من جبهة واحدة، وهي الأداء، فقد امتد الأمر إلى الجماهير وإعلام الريدز، حتى رضخ مسئولو ليفربول في النهاية لمطالب الفرعون المصري.
وفي الوقت نفسه، تعلم إدارة ليفربول، أنها لن تجد من يسد الفراغ الكبير الذي سيتركه صلاح، حال قرر الرحيل عن النادي بنهاية الموسم، نظرا لأن أي لاعب جديد يحتاج لفترة من التأقلم.
في المقابل، أصبح صلاح، أحد أهم لاعبي العالم، ويتمتع بخبرات وإمكانيات مذهلة، لذا أدرك النادي أن التجديد له هو الحل الأمثل، حتى وإن كانت المطالب عكس رغبة الإدارة.
صدمة الهلال
أكدت جميع المصادر الموثوقة على المستويين الأوروبي والسعودي، أن محمد صلاح سينضم بنسبة تتجاوز 90% إلى الهلال، في صفقة انتقال حر، خلال الميركاتو الصيفي المقبل.
ووصل عرض الهلال لضم صلاح إلى 300 مليون ريال سعودي في موسمين، بواقع 150 مليونا بالموسم الواحد، مع امتيازات أخرى، جعلت أغلب المصادر تؤكد موافقة النجم المصري على الصفقة.
كذلك، خرج البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني للهلال، بتصريحات سابقة، أكد خلالها أن “أسلوب صلاح يتناسب مع فريقه” في إشارة لاقترابه من ارتداء ألوان ناديه.
وبعد سلسلة طويلة من المفاوضات، وجه قائد منتخب مصر، صدمة قوية لزعيم آسيا، بالاستمرار مع ليفربول، لكتابة سطور جديدة في رحلته التاريخية.
من البديل؟
يحتاج الفريق الهلالي، لضم جناح أيمن بمواصفات عالمية قبل خوض بطولة كأس العالم للأندية 2025، وذلك بعد فشل صفقة صلاح.
ورغم وجود البرازيلي الشاب كايو سيزار، ومواطنه مالكوم في خانة الجناح الأيمن، إلا أن الهلال يحتاج إلى لاعب بمواصفات أفضل، نظرا لأن الأخير يتواجد في العمق، والأول لا يمتلك الخبرات الكافية، ليصبح أساسيا.
وأكدت تقارير صحفية خلال الساعات الماضية، أن “الهلال سيحاول بقوة ضم البرازيلي رافينيا، نجم برشلونة، خلال الميركاتو المقبل”، ولكنه لن يجد طريقه مفروشا بالورد، نظرا لأهمية اللاعب لدى الفريق الكتالوني.
كذلك، ارتبطت عدة أسماء أخرى بتمثيل ألوان الهلال في وقت سابق، أمثال البرتغالي رافائيل لياو نجم ميلان، ولكن إذا تعلق الأمر بمركز الجناح الأيمن، سيكون رافينيا هو الأنسب، بسبب أرقامه المذهلة على مستوى التسجيل والصناعة.
رحلة تاريخية
هناك العديد من الأسباب البارزة التي دفعت صلاح، لاستكمال رحلته مع ليفربول، يأتي على رأسها تحطيم بعض الأرقام، ومنها الانفراد بقائمة هدافي النادي عبر التاريخ.
وعلى مستوى الألقاب الجماعية، يبدو أن صلاح يرغب في حصد البريميرليج عدة مرات إضافية، بجانب تحقيق دوري أبطال أوروبا في مناسبة أخرى على أقل تقدير، بعد نسخة 2019.
ويبقى الحلم الأهم لدى النجم المصري، هو التتويج بالكرة الذهبية، كأفضل لاعب في العالم، لذا فإن البقاء مع ليفربول هو السبيل الوحيد للوصول إلى قمة المجد الكروي.
صحيح أن الانضمام للهلال، كان سيجني صلاح من خلفه، أموالا طائلة، ولكنه يعلم أن بمثابة حمل حقائبه والتوجه نحو السعودية، فإن حلم التتويج بالكرة الذهبية، سيتبخر للأبد.
كذلك، يعلم النجم المصري أن الانضمام لأي نادٍ أوروبي آخر، لن يحقق حلمه الذهبي، نظرا لأنه كان سيحتاج فترة من التأقلم، تزامنا مع تقدمه في العمر، لذا فإن البقاء مع الليفر كان القرار المناسب بالنسبة له.
