رغم أن الذهب يُعد ملاذًا تقليديًا في أوقات الأزمات، إلا أن المستثمرين اتجهوا إلى بيعه لجني الأرباح بعد وصوله إلى مستويات قياسية، في محاولة لتغطية خسائرهم في أصول أخرى، خصوصًا الأسهم التي تكبدت تراجعات حادة بفعل التصعيد الجديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
فقد تراجعت أسعار الذهب بنسبة 2.7% في المعاملات الفورية إلى 3,030.88 دولارًا للأونصة، بعد أن كانت قد بلغت هذا الأسبوع مستوى قياسيًا عند 3,167.84 دولارًا. كما انخفضت أسعار العقود الآجلة بنسبة 2.3% إلى 3,049.80 دولارًا للأونصة.
رسوم ترامب وضغط الأسواق
جاء هذا التراجع بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على عدد كبير من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، مما تسبب في رد صيني فوري بفرض رسوم بنسبة 34% على الواردات الأميركية.
وتبع ذلك هبوط عنيف في الأسواق الأميركية، حيث شهدت جلسة الخميس أسوأ أداء يومي منذ جائحة كوفيد-19:
•داو جونز خسر 1,680 نقطة (4%)
• ستاندرد آند بورز 500 تراجع بنسبة 5%
•ناسداك فقد 6% من قيمته
واليوم الجمعة، واصل “داو جونز” خسائره بنسبة 3.3%، فيما تراجع “ستاندرد آند بورز” و”ناسداك” بنسبة 4%.
لماذا يبيع المستثمرون الذهب الآن؟
بحسب الخبير المالي أشرف العايدي، فإن الهبوط الحالي للذهب هو “لحظة وقت الحاجة”، إذ يتم بيع المعدن الأصفر لتعويض خسائر مدراء الأموال وصناديق الاستثمار الناتجة عن انهيار أسواق الأسهم.
ويوضح العايدي أن هناك علاقة عكسية بين الذهب والأسواق، خصوصًا مع هبوط أسهم التكنولوجيا بنسبة 25%.
هل هذا الهبوط مؤقت؟
الخبير علي حمودي يرى أن التراجع قصير الأجل، ويرتبط بعوامل فنية مثل تصفية المراكز وإعادة التمركز. ويتوقع أن تتعافى الأسعار لاحقًا، مع بقاء متوسط الذهب هذا العام بين 3,250 و3,580 دولارًا، في ظل استمرار المخاطر الصعودية.
معادن أخرى تتهاوى
لم يكن الذهب وحده المتأثر. فالمعادن الصناعية المرتبطة بالنمو الاقتصادي هبطت بقوة:
•الفضة تراجعت بنحو 7% إلى 29.67 دولارًا
•النحاس هبط بنسبة 8.4% إلى 442.15 سنتًا للرطل
•البلاتين انخفض بنسبة 3.3% إلى 920.37 دولارًا
وحتى النفط تأثر بالتوترات، متراجعًا بنسبة 8%، ليقترب من أدنى مستوى له منذ ذروة جائحة 2021، وسط قلق من ركود اقتصادي عالمي محتمل نتيجة التصعيد التجاري بين بكين وواشنطن.