المدرب واللاعب اتفقا على غياب الأخير عن 25% من مباريات النصر
تعاقد النصر مع المخضرم جورج جيسوس لقيادته خلال الموسم الجديد، وذلك بعد أشهر قليلة من رحيله عن تدريب الهلال، وقد كشف المدرب صراحة أن اتصالًا من كريستيانو رونالدو كان كفيلًا بإقناعه بقبولة تلك المهمة الصعبة.
التقارير الصحفية كشفت عن اتفاق المدرب مع النجم البرتغالي على عدم لعبه جميع مباريات الموسم القادم، بل سيغيب عن 25% منها لمنحه الوقت اللازم للراحة والاستشفاء وليكون جاهزًا تمامًا للمباريات الكبيرة والحاسمة.
وأوضحت تلك التقارير أن مباريات النصر في دوري أبطال آسيا 2 خارج ملعبه ستكون ضمن المباريات المرشحة لعدم تواجد رونالدو خلالها، رغم وجود بعض الآثار السلبية لذلك على صعيد التسويق والشعبية.
نستعرض معًا فوائد ذلك الاتفاق لجميع الأطراف والسلبية الوحيدة به، وكذلك الحلول المتاحة من داخل وخارج النصر لتعويض هدافه في المباريات التي لن يخوضها ..
اتفاق مربح للجميع
اتفاق رونالدو مع جيسوس هو دون شك اتفاق مربح لجميع الأطراف، سواء للاعب أو المدرب أو الفريق نفسه وهو الأهم بالطبع.
جيسوس مدرب ذو شخصية صارمة، وقد سبق أن فرض كلمته على الهلال برفضه قيد نيمار في قائمة الفريق حتى يتعافى تمامًا من إصابته ويُثبت جدارته بالتواجد في القائمة، وهو ما أدى في النهاية إلى رحيل اللاعب تمامًا عن دوري روشن السعودي.
لحظة صدام كانت متوقعة تمامًا مع رونالدو خلال الموسم القادم، لأن جيسوس لن يمنح “الدون” مكانًا في الملعب دون أن يستحقه بجدارة، لن يُشركه على حساب نجم آخر أكثر إفادة للفريق، وهو الأمر الذي لن يُعجب اللاعب الأسطوري بالطبع مما كان سيُولد صراعًا بين الطرفين … ذلك الصراع المحتمل انتهى لحظة توصل الطرفين لهذا الاتفاق، لأنه وفر للمدرب عددًا من المباريات دون اللاعب ودون أي مشاكل أو صدامات معه.
رونالدو على الجانب الآخر استفاد من الاتفاق بحصوله على فترات راحة أكبر بين المباريات، وبالطبع اللاعب لن يكون محبًا لمواجهة فرق ضعيفة في آسيا أو حتى دوري روشن السعودي أو كأس خادم الحرمين الشريفين خلال الموسم، وسيُفضل التواجد في المباريات الأكثر أهمية، وهذا الاتفاق وفر له تلك الفرصة دون أي اتهامات بالهروب أو التخاذل! بجانب أنه سيمنحه الفرصة للظهور بشكل أفضل مع منتخب البرتغال والوصول لنهائيات كأس العالم 2026 في حالة بدنية ممتازة.
النصر نفسه استفاد من الاتفاق، أولًا بتجنب الصراع بين المدرب والنجم، وثانيًا بتقليل الضجة الإعلامية عن غياب نجمه عن أي لقاء، وثالثًا بالحصول دومًا على رونالدو في حالة فنية وبدنية ممتازة خلال المباريات الحاسمة والكبيرة.
كيف يُعوض رونالدو؟
غياب رونالدو عن 25% من المباريات، وإن كانت في المتناول، ليس هينًا على النصر، فاللاعب هو النجم الأول والهداف خلال الموسمين الماضيين، ووجوده في الملعب قيمة كبيرة له ومصدر قلق هائل للمنافسين.
تعويض رونالدو من داخل المجموعة الحالية لن يكون سوى بـ3 حلول:
الأول هو استخدام ساديو ماني في خانة المهاجم المتقدم، وهو أمر يُجيده تمامًا وسبق أن لعبه مع النصر وحتى خلال مسيرته الكروية قبل وصوله للملاعب السعودية.
الثاني هو الاعتماد على المهاجم المحلي البديل الوحيد في قائمة النصر .. محمد مران، وقد ظهر في 15 مباراة الموسم الماضي لكن الرقم المخيب أنه لم يُسجل سوى هدف واحد.
الثالث هو منح الفرصة للمهاجم الشاب مشاري النمر العائد من تجربة إعارة جيدة مع ضمك، أو سعد حقوي الذي شارك لعدة دقائق الموسم الماضي وظهر خلالها جيدًا.
الحل الأفضل
الحلول السابقة من داخل المجموعة الحالية للنصر، لكن إن أردنا الحل الأفضل فهو التعاقد مع مهاجم سعودي يستطيع تعويض غياب رونالدو جيدًا، على غرار ما يحدث في الاتحاد بتواجد صالح الشهري وفي الأهلي بتواجد فراس البريكان، أو ضم مهاجم أجنبي شاب على غرار ماركوس ليوناردو في الهلال.
النصر، وبعد تخليه عن جون دوران، لم يعد يمتلك أي مهاجم في قائمته سوى رونالدو، والثلاثي الآخر، النمر ومران وحقوي، قد لا يرتقي لدرجة الاعتماد عليه في اللعب أساسيًا حتى خلال بعض المباريات.
هذا بجانب أن لا أحد يستطيع ضمان تواجد رونالدو طوال الموسم دون أي إصابة، خاصة مع وصوله الـ40 عامًا من عُمره، ولذا وجود خيار بديل ضرورة ملحة، سواء مهاجم محلي أو أجنبي شاب، خاصة في ظل عدم الاقتناع التام بقدرة ساديو ماني على تقديم أداء ثابت طوال الموسم.
السلبية الوحيدة
السلبية الوحيدة في ذلك الاتفاق قد تكون خاصة بالنجم الباحث عن الوصول للهدف رقم ألف في مسيرته الكروية.
رونالدو يمتلك حاليًا 938 هدفًا وقد جدد عقده لموسمين قادمين مع النصر، ولا يُخفي اللاعب أبدًا أن هدفه الكبير هو الوصول للهدف رقم ألف.
ابتعاد رونالدو عن 25% من المباريات سيُقلل بالتأكيد من فرصه للوصول لهذا الإنجاز الخيالي، خاصة أن تلك المباريات على الأرجح ستكون الأقل في الصعوبة ومستوى المنافسين من الـ75% التي سيخوضها اللاعب.
رونالدو كان ربما سيستفيد من مواجهة “الخصوم الضعفاء” في إحراز عدد كبير من الأهداف، لكن حرمانه من تلك الميزة سيُقلل من فرصه لتحقيق حلمه الكبير .. تلك هي ربما السلبية الأكبر لاتفاقه مع جورج جيسوس.