نزاع رياضي تحول إلى قضائي!
رغم رحيله إلى ريال مدريد الصيف الماضي، كيليان مبابي لم ينتهِ بعد مع باريس سان جيرمان. لم يعد الملعب هو مسرحه الرئيسي في مواجهة صاحب العمل السابق. الآن، يتمثل المشهد الجديد في أروقة المحاكم حيث يتجلى الفصل الجديد من علاقة تدهورت خلف الكواليس على مر الزمن.
شكوى ثقيلة ضد مجهول
بين خلافات مالية واتهامات أكثر خطورة، اتخذ النزاع بين كيليان مبابي وناديه السابق باريس سان جيرمان منحى قضائيًا بالغ الجدية، تجاوز بكثير مجرد خلاف على نهاية عقد.
فبحسب وكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، قدّم النجم الفرنسي، الذي انتقل رسميًا إلى ريال مدريد، شكوى يوم 16 مايو بتهمة التحرش المعنوي ومحاولة الابتزاز لإجباره على التوقيع. وتتمحور الشكوى حول الطريقة التي أدار بها النادي وضعيته التعاقدية، خاصة خلال عام 2023.
وقد أعلنت النيابة العامة في باريس عن فتح تحقيق رسمي في القضية، وعيّنت قاضيين تحقيق لتولي ملف يُعد من الأشد حساسية في تاريخ الكرة الفرنسية.
فما بدأ كمطالبة مالية لاسترداد 55 مليون يورو، تمثل مكافآت ولاء ورواتب غير مدفوعة، تطوّر إلى قضية قانونية غير مسبوقة، تهدد بإلقاء الضوء على ممارسات تُوصف بأنها تمس حقوق اللاعبين وتمثل خرقًا جسيمًا للقوانين المهنية.
التجديد المشؤوم لعام 2022
في مايو 2022، أعلن نادي باريس سان جيرمان بحفاوة كبيرة عن تمديد عقد نجمه حتى عام 2025 (بما في ذلك الخيار).
قمصان تحمل اسمه وصورة مع ناصر الخليفي وكل التفاصيل كانت موجودة، ولكن خلف الكواليس كان هناك تفرع عقدي: العام الأخير كان خيارًا يمكن لمبابي فقط تفعيله، ولم يفعل ذلك أبداً.
والنتيجة، المهاجم غادر النادي حراً في صيف 2024، مما تسبب في توتر شديد داخلياً. باريس سان جيرمان، بحسب الشكوى، مارس ضغطًا غير معتاد ليعيد التوقيع معه.
تقنية “اللوفت” في قفص الاتهام
في يوليو 2023، تم استبعاد كيليان مبابي من الفريق الأول ووُضع ضمن مجموعة اللاعبين غير المرغوب بهم، في خطوة أطلق عليها إعلاميًا اسم “اللوفت”. هذه الممارسة، وإن استُخدمت سابقًا في أندية أخرى، لا تزال محل جدل واسع في الأوساط الرياضية.
مبابي يرى في تلك الفترة شكلًا من أشكال المضايقة النفسية، معتبرًا أن النادي حاول الضغط عليه بطريقة غير مباشرة لإجباره على توقيع عقد تمديد جديد، مستخدمًا العزل وسيلة للابتزاز المهني.
لويس إنريكي: عودة… لكن بإدارة حازمة
رغم إعادته إلى الفريق بعد بضعة أسابيع بفضل تدخل المدرب لويس إنريكي، إلا أن كيليان مبابي لم يستعد مكانته كعنصر لا يُمس كما في السابق. فالمدرب الإسباني لم يتردد في استبداله خلال المباريات، مؤكدًا علنًا أن اللاعب في طريقه لمغادرة النادي.
هذه الطريقة الجديدة في التعامل معه، والتي كانت أكثر صرامة وأقل تساهلًا مما اعتاد عليه في باريس، شكّلت بلا شك أحد العوامل المؤثرة في قراره بالرحيل خلال الأشهر الأخيرة له مع الفريق.